البابا ليو الرابع عشر.. خليفة فرنسيس الذي يردد "لا للحرب مرة أخرى"
البابا ليو الرابع عشر.. خليفة فرنسيس الذي يردد "لا للحرب مرة أخرى"
لم يكن ثمة اختلاف واضح بين الخطاب الأول للبابا ليو الرابع عشر الذي ألقاه في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان عن خطابات البابا الراحل فرنسيس؛ فالأول لم يظهر متأثرًا بالثاني فحسب، ولكن ظهر كامتداد واضح لنهج البابا فرنسيس، وأعلن ذلك بنفسه عندما قال إن بابويته سوف تتبع من كثب خطى البابا الراحل فرنسيس.
رفع البابا ليو، شعار "لا للحرب مرة أخرى"، منتقدًا الحرب الدائرة في الوقت الحالي، ومؤكدا أنه يتألم بشكل كبير أمام ما يحدث في قطاع غزة، وطالب بوقف فوري لإطلاق النار وبتقديم المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين "المنهكين" وإلى إطلاق سراح جميع الرهائن.
وعن الحرب الروسية الأوكرانية دعا البابا ليو إلى عمل كل ما يمكن، كي يتم في أسرع وقت ممكن بلوغ سلام حقيقي عادل ودائم، وإطلاق سراح جميع السجناء، وإعادة الأطفال إلى عائلاتهم.
وانتقل إلى قضايا ذات طابع حقوقي، فأعلن تضامن الكنيسة مع الصحفيين المعتقلين بسبب سعيهم إلى الحقيقة ونقلها، حيث قال "أطالب بإطلاق سراحهم؛ فالكنيسة ترى في هؤلاء مثالاً للشجاعة في الدفاع عن الكرامة والعدالة وحقّ الشعوب في المعرفة".
أول بابا أمريكي
انتُخب الكاردينال الأمريكي روبرت بريفوست ليكون البابا رقم 267، والذي اختار اسم ليو الرابع عشر في إشارة إلى ليو الثالث عشر، الذي كان معروفًا بدفاعه الصريح عن حقوق العمال في الحصول على أجر عادل، وبذل جهودًا كبيرة من أجل الإسهام في ذلك.
وقبل وصوله إلى كرسي البابوية حظيت مواقفه الحقوقية بإشادات واسعة؛ حيث عارض أخيراً ترحيل إدارة ترامب للمهاجرين في الولايات المتحدة بعد تنصيب الرئيس للمرة الثانية، ووصفها بأنها "أزمة كبرى".
البابا ليو هو أول بابا من الولايات المتحدة، وبحسب مقربين منه فإنه سيواصل جهوده في دعم حقوق المرأة، وأيضًا في تبني قضايا المناخ.
وفي خطاب ألقاه عام 2024 بصفته رئيسًا لدائرة الأساقفة، حذّر من "الهيمنة الاستبدادية" على الطبيعة، ودعا إلى "علاقة تبادلية" مع الأرض.
اختلاف في القضايا الاجتماعية
تشير التصريحات والمواقف السابقة للبابا ليو عن تباين في الآراء بينه وبين البابا الراحل فرنسيس في عدد من القضايا الاجتماعية، لكن هذا التباين ليس جوهريًا إلى حد بعيد.
وُلد البابا الجديد في 14 سبتمبر 1955 في شيكاغو لأبوين من أصول إيطالية وإسبانية وأمضى طفولته ومراهقته مع عائلته ودرس أولاً في معهد الآباء الأوغسطينيين ثم في جامعة فيلانوفا في بنسلفانيا؛ حيث حصل في عام 1977 على درجة في الرياضيات ودرس الفلسفة أيضًا.
ورُسِمَ كاهنًا في 19 يونيو 1982 في روما في كلية أوغسطينوس في سانت مونيكا على يد رئيس الأساقفة جان جادوت الذي كان آنذاك رئيسًا مساعدًا لأمانة غير المسيحيين، والتي أصبحت فيما بعد المجلس البابوي للحوار بين الأديان ثم مجمع الحوار بين الأديان.
ومن روما، أُرسل إلى بيرو في عام 1985، حيث قاد أبرشية تشولوكاناس، وهي مدينة تقع في شمال غرب البلا وانتقل ليو الرابع عشر من تشولوكاناس إلى تروخيو، بيرو، حيث أمضى العقد التالي في قيادة الأبرشية المحلية.
وعاد إلى شيكاغو في عام 1999 ومرة أخرى عاد إلى بيرو عام 2014 عندما عيّنه البابا فرنسيس مُدبّرًا رسوليًا لأبرشية تشيكلايوي، وبقي هناك حتى عيّنه البابا فرنسيس رئيسًا لمجمع الأساقفة، وهو منصبٌّ قويٌّ في الفاتيكان يُشرف على تعيين الأساقفة الجدد.